یتقدم العالم الیوم تلو الآخر حتى اصبح القرن الاخیر (الحادی والعشرین) یحظى بالعدید من الاکتشافات والاختراعات التی غیرت حیاة الانسان المعاصر لیخرج عن کل ما اعتاده فی القرون السابقة حتى اصبح لا یصدق کم التطور الحادث خلال حیاته، هذا التطور الذی اصبح اسرع من توقعات الانسان وطموحاته فی توفیر کافة اسالیب الراحة والرفاهیة. مر القرن الماضی بحقب متتالیة بدایة من حقبة خلط المواد فی سبائک (للحصول على خلیط من الصفات الحسنة فی کل مادة مجتمعة فی سبیکة جدیدة) الی حقبة الکهرباء والإلکترونیات (والتعامل مع الموجات الکهرومغناطیسیة وتخزین الطاقة) انتهاء بعالم العجائب حیث تغیر خواص المواد (عما عرف سابقاً) وهندسة مواد جدیدة لم تکن موجودة بالطبیعة (تکنولوجیا النانو حیث ینتهی عندها العالم بالخصائص التی عرفها الانسان الی نفوذ میکانیکا الکم على خصائص المواد). وفى ظل هذه التکنولوجیا الجدیدة والتى بمقدورها تغییر خواص المواد نهائیا، تعانى صناعة الاثاث بمصر من عدة مشاکل اهمها استیراد الخامات الردیئة من الاسواق العالمیة (خاصة الاخشاب بمختلف انواعها) مما قد یؤثر على جودة المنتج النهائى فى الاسواق المحلیة والعالمیة. و یسعى الصناع جاهدین الى تلافى هذه العیوب فى التصنیع بمحاولة التغلب علیها بأسالیب تکنولوجیة مختلفة قد تنجح مع بعضها، ولکنها قد تفشل مع البعض الاخر. وتکمن مشکلة البحث فى عدم اطلاع المجتمع الصناعى للاثاث بمصر على تکنولوجیا الخامات الحدیثة واستخدام تطبیقاتها، وکذا عدم الالمام بما یتناسب مع احتیاجات الصناعة المصریة. فهل من الممکن استخدام تکنولوجیا النانو فى معالجة الخامات بالبیئة المحلیة مما قد یساعد فى التقلیل من الاعتماد على الخامات المستوردة او الغیر جیدة ؟ وهل من الممکن اکساب منتجات الاثاث خصائص مختلفة بان تکون مثلا ذاتیة التنظیف ؟ او تکون اکثر قوة وتحمل ویسهل تشکیلها ؟ وما هى الامکانیات المتاحة فى تعدیل خصائص خامات دهانات الاثاث فى جعل الاسطح مقاومة للخدش او ان یتغیر لون الدهان بین الحین والاخر بما یتوافق مع البیئة الحراریة وراحة الانسان داخل الفراغات المختلفة. ویهدف هذا البحث الى دراسة التطبیقات المختلة لتکنولوجیا النانو والمتعلقة بصناعة الاثاث باستخدام المنهج المسحى والمنهج التحلیلى من أجل تحقیق النهوض بالاثاث المحلی حتى یستطیع المنافسة فى الاسواق المحلیة والعالمیة .