عمارة المتاحف القومیة بین رؤیة المصمم والأهداف القومیة الثقافیة، دراسة للمتحف الیهودی فی برلین والمتحف المصری الکبیر

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 باحث بقسم العمارة - کلیة الهندسة - جامعة "6 أکتوبر"، مصر

2 استاذ التصمیم الداخلى، قسم التصمیم الداخلى والاثاث، کلیة الفنون التطبیقیة، جامعة حلوان، القاهرة

3 استاذ مساعد، قسم التصمیم الداخلى والاثاث، کلیة الفنون التطبیقیة، جامعة حلوان، القاهرة

المستخلص

أهتمت هذه الدراسة بظاهرة شائعة وهى أن عمارة المتاحف القومیة وفراغاتها الداخلیة تصمم وفقا لوجهة نظر مصممی عمارة تلک المتاحف ورؤیتهم الذاتیة, وذلک إعتماداً على أفکار ومفاهیم شخصیة فقط دون أن التوافق مع الأهداف الثقافیة القومیة للأمم والشعوب صاحبة تلک المتاحف. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفى التحلیلی لدراسة کیف یمکن ان تحکم الأهداف القومیة الثقافیة عمارة المتاحف بدیلا عن الصیاغات الفردیة للمصمم بوجهات نظر محدودة. وتبدأ الدراسة بتعریف مفهوم المتحف التعریف العلمی کمرکز ثقافی وتعلیمی وترفیهی مع بیان وظائفه المختلفة من حفظ وصیانة ونشر للوعی الأثری والمعلومات وغیرها, ثم مناقشة مایعرف بالمنظومة المتحفیة وبیان عناصرها الثلاث وهم الإنسان ومقتنیات المتحف وعمارة المتحف, ومنها تنتقل إلى دراسة عامل الربط المشترک بین عناصر المنظومة الرمزیة الثلاثة وهو الرمز کوحدة أبجدیة للتعبیر والحوار بین الزائر والعرض المتحفی وعمارة المتحف ومن خلاله یتم عرض الأهداف الثقافیة القومیة للمتحف القومی وأمته, وذلک مع بیان ما هیة التعبیر والمعنى وتوضیح آلیات التعبیر فی العمارة بصفة عامة ما بین الصراحة المباشرة والرمزیة المستترة, ومن ثم التعرض بالتفصیل إلى أسس علم "السیمیوطیقا" بصفته العلم المعنی بالرمز وآلیات التعبیر المختلفة وخاصة فی العمارة والأعمال الفنیة التصویریة, وبالتالی وجب التعرض إلى أسس علم "الهیرومنوطیقی" وهو علم قراءة وتفسیر معانی الرموز المختلفة. ومن خلال هذه الأسس تم التعرض لتحلیل وقراءة معانی رموز عمارة المتحف الیهودی فی "برلین" والمتحف "المصری الکبیر" للوقوف على مدى توافق تصمیم عمارتهما وفراغاتهما الداخلیة مع الأهداف الثقافیة القومیة لأمتیهما من خلال المنظومة المتحفیة، حیث یتبین بعد المناقشة أن عمارة المتحف الیهودی فی "برلین" هی تجسید رمزی لرحلة شتات الشعب الیهودی بدیة من حدث خروجهم من مصر القدیمة إلى حدث محنتهم فی أوروبا مع ألمانیا النازیة إبان الحرب العالمیة الثانیة وهو ما جاء متوافقاً مع الأهداف الثقافیة القومیة والغرض الفعلی من إقامة المتحف, أما عمارة المتحف "المصری الکبیر" فهی تجسد رمزی لرحلة خروج الیهود الأقدمین من مصر القدیمة إلى موطنهم الجدید فی أرض "فلسطین" وبنائهم هناک هیکلهم المقدس عقب بنائهم أعظم ملامح حضارة مصر القدیمة, وذلک بإعتبار حدث الخروج وسخرة الیهود الأقدمین فی مصر القدیمة أهم حدث فی التاریخ المصری القدیم کافة من وجهة نظر مصممی المتحف مما یؤهله للتمثیل فی عمارة المتحف "المصری الکبیر" وهو ما یتعارض جملاً وتفصیلاً مع الأهدف الثقافیة القومیة للأمة المصریة التی شید ذلک المتحف من أجل إقرارها, ومن ثم جاءت نتائج البحث لتقّر إتباع مصممی عمارة المتحف الیهودی فی "برلین" للأهداف القومیة الثقافیة للأمة صاحبة هذا المتحف, أما مصممی عمارة المتحف "المصری الکبیر" فحادوا بعیداً عن الأهداف القومیة الثقافیة للأمة صاحبة هذا المتحف بل وجاء تصمیمهم للمتحف ورسالته الثقافیة مخالف للحقائق التاریخیة والعلمیة الثابتة.

الكلمات الرئيسية