تعیش المجتمعات منذ بدایة القرن الماضی حالة من التطور التقنی السریع .... مردودة على التصمیم عدد من الإنجازات والاتجاهات الحدیثة التی تقیس مدى التقدم الحضاری لأمة دون غیرها، ولما کانت حاسة البصر تلعب دور کبیراً فی رؤیة وإدراک محددات التصمیم الداخلی، وذلک من خلال التعرف على الإشکال والألوان والخامات التصمیمیة، کان لهذه الحاسة نصیب من التأثر بالتقدم التکنولوجی من خلال ظهور العدید من المؤثرات البصریة الحدیثة التی نتج عنها مفاهیم تشکلیه جدیدة کان لها بالغ الأثر فی إحداث تغیراً شاملاً فی مضمون الفکر التصمیمی، فالمؤثرات البصریة هی کل ما یحیط بالإنسان ویعمل على جذب انتباهه عن طریق الإدراک البصری، وتعمل هذه المؤثرات على توصیل رسالة للمتلقی بطریقة مباشرة مرئیة أو غیر مباشرة اعتمادا على ما یعرف بالخداع البصری " الإیهام "، ومع التقدم التقنی ظهرت أنواع من التأثیرات البصریة الافتراضیة کالهولوجرام " Holographic" والإسقاط الضوئی على الأسطح "Video Projection Mapping "حیث یتم من خلالها عمل تصمیم ضمنی افتراضی على الأسطح الداخلیة والخارجیة . و تعد المؤثرات البصریة أحد الاتجاهات الحدیثة التی أثارت اهتمام العدید من التخصصات والدراسة الحالیة أحد تلک التخصصات التی تبحث المردود الإیجابی لاستخدام المؤثرات البصریة فی تصمیم الفراغات التجاریة والتی تشکل إحدى التحدیات التی یواجهها المصمم الداخلی، فالتعامل مع شریحة مجتمعیة کبیرة یحتم على المصمم إنشاء عمل تصمیمی یتسم بالمرونة لیحقق الجذب والاستحسان لغالبیه العملاء، کما یتضاعف تلک التحدی أثناء التعامل مع الفراغات التجاریة صغیره المساحة ، والتی أصبحت سمه غالبة فی مجتمعنا العربی حیث نشأت نتیجة موجة من الغلاء. وارتفاع الأسعار، وأصبح الإبداع فی العملیة التصمیمیة لا یتوقف على تحقیق الوظیفة والجمال فقط، بل یعتمد بشکل مباشر على مدى إلمام المصمم بالاتجاهات التصمیمیة الحدیثة وتطبیقها بشکل واقعی، ویعد استخدام المؤثرات البصریة بما تتضمنه من تقنیات متنوعة " الخداع بصری ... الهولوجرام ....الإسقاط الضوئی..... الشاشات التفاعلیة " للتحکم فی الفراغات التجاریة صغیرة المساحة إحدى الاتجاهات التصمیمیة التی اعتمدت على المعطیات العلمیة الحدیثة " کعلم الحرکة، وعلم البصریات، ونتائج نظریة الجشتالت" لتحقیق رؤى تصمیمه مبتکرة، وتهدف هذه الدراسة إلى الکشف عن الدور الفعال للمؤثرات البصریة فی جذب الانتباه والتغلب على ضیق المساحات التجاریة الصغیرة. وتوصل البحث إلى استخلاص بعض التصمیمات کنتاجاً لاستخدام تلک المؤثرات البصریة والتی تساهم فی إثراء الفراغ الداخلی للمحلات التجاریة بتصمیمات متنوعة .
)
View on SCiNiTO