یحتوی کل شئ فى الحیاة على جانب جمالى،وعندما نتحدث عن العنصر الجمالی فى فن التیبوغرافیا فإننا نتحدث عما یرید الفنان المصمم أن یشعر به الجمهور ویقدره، ففن التیبوغرافیا به لمسة جمالیة جدیدة ومتناغمة، فاستخدام فن التیبوغرافیا فی تصمیم الإعلان من الفنون ذات صیغة بصریة ممیزة، فالکتابة هی لغة التواصل، وهناک جمال فی اللغة وجمال فی طریقة تقدیمها ، وتصمیم الإعلان أکبر من عناصره الجمالیة، ولکن العناصر الجمالیة فیه هی ما یتذکره الجمهور، ویعتبر استخدام فن التیبوغرافیا العربیة ودمجها مع الحروف الأجنبیة إحدى فنون الإبداع الإعلانی حیث ان الإبداع هو وضع أمیرین غیر مرتبطین ببعض معًا،لإنتاج شئ جدید أی ربط الحروف العربیة مع الحروف الأجنبیة یجعل الإعلان أکثر إمتاعًا وجمالًا، فهو فن إقامة علاقات وارتباطات جدیدة وذات معنى بین أشکال لاعلاقة بینهما فیکون الإنتاج شیئًا جدیدًا، فهو الفن الذی یزخر بعناصر عدة لها دورها فى التعبیر عن الوجدان، أحد هذه العناصر التداخل والزخرف، هذا الزخرف الذی یستهوی العین أو یجذب القلب بشدة، ویرضی شهوة من شهوات المتلقی للإعلان، فعنصر الحرف المکون للکلمة وحسن إختیاره لیناسب التصمیم، یرجع إلى الفنان المصمم ذاته بحکم إعتماده علی لغة الأشکال کأداة للتعبیر عن وجدانه، فصور المرئیات کثیرًا ما تستهوى نظر الفنان فى ذاتها کما هی، أو مع شئ من التحویر الزخرفی، وهنا نجد ان لغة فن التیبوغرافیا کفن یواجهه أحیانًا مشاکل التعبیر عن الوجدان، والذى لیس اصلًا خطوطًا وألوانًا ولا صورًا إنسانیة أو حیوانیة أو نباتیة أو جمادیة، کما انه لیس أنغامًا موسیقیة ولا کلامًا منظومًا، وإنما هو نوع من "الذبذبات الأثیریة" أو "الشفافیات المیتافیزیقیة" التی لاترى ولاتسمع ویستحیل وصفها بالألفاظ أو بأی لغة أخرى محدودة المعانی، وفن التیبوغرافیا هو أحدی تلک النشاطات الإنسانیة، التی لها ترکیبًا واعیًا یسیطر فیها الفنان المصمم على المادة الخطیة وینظم مکوناتها؛ إذ یرتبها وفق أنساق محددة فى بنیته الذهنیة والقائمة على مرجعیات معرفیة حیث تعمل آلیاتها بصورة واعیة وقصدیة. فالمعنی الکبیر والإستخدام الذکی للکلمة، لایعنی الإسلوب النمطی الکلاسیکی، ولکن یعنی القدرة على التحرک بحریة کاملة داخل مجال الحرف، وتطبیق التصمیم یقوم فى کل خطوة بطریقة رشیقة وحیویة بدلًا من التطبیقات العادیة، فدمج الحروف العربیة والأجنبیة لایعنی السیر على أرض مأوفة، بل هى إستجابة لظروف جدیدة مع حلول مبتکرة تلعب دورًا أساسیًا فى جذب الجمهور المستهدف إلى التصمیم.و تحاول الباحثة ان تنمی التجربة الجمالیة فی ابتکار تصمیمات جدیدة مستخدمة دمج الحروف العربیة مع الحروف الأجنبیة، فتأتی أسباب اختیار البحث إلى إنه مهما تنوعت الحضارات و أختلفت أسالیب الکتابة، تبقی الکتابة العربیة و فنون الخط العربی محط أنظار الباحثین والمفکرین والفنانین علی مر العصور، کما یمکن إبداع تصمیمات إعلانیة مبتکرة ذات لغة بصریة تشکیلیة قویة فی التصمیم من استغلال مرونة وحیویة الحروف الأجنبیة ودمجها مع اصالة وثقل الحروف العربیة، وتاتی مشکلة البحث لمحاولة الإجابة على التساؤلات التالیة: هل یمکن للمصمم الإعلان الأستفادة من فن التیبوغرافیا فی انتاج تصمیمات اعلانیة جدیدة ومؤثرة؟، وهل یمکن استنباط قیم جمالیة من دراسة الفراغات الناتجة عن مرونة حرکة الخطوط المستخدمة کعناصر دعم بصری فی التصمیم؟، بینما تتلخص أهمیة البحث فی استنباط اشکال فنیة جدیدة من دراسة الأبعاد الجمالیة لدمج الحروف العربیة مع الحروف الجنبیة والأستفادة من تنوعها ومرونتها فی إنتاج تصمیمات اعلانیة جدیدة، والإستفادة من الفراغات الناتجة عن حرکة الخطوط فی ابتکار تصمیمات جدیدة فى الإعلان، کما یهدف البحث الی استخلاص نتائج فنیة جدیدة من التجربة العملیة الخاصة بدراسة القیم الجمالیة لفن التیبوغرافیا وتطویعها فی تشکیل الحیز الفراغی الموجود داخل التکوین الإعلانی، وإنتاج أفکار واستجابات وحلول وصور ذهنیة جدیدة وغیر مألوفة فى التصمیم الإعلانی بإستخدام فن التیبوغرافیا، کما یفترض ان العلاقة بین الحروف العربیة والحروف الأجنبیة هی علاقة بین مرونة الخط والفراغ وما حوله، و هی العلاقة التی تصنع للجمیع نموذج جدید یتداخل فیه جمال ومرونة الحروف، وعبقریة الفراغ، فهی لغة تخاطب الجمهور لتبسط عملیات التحول فی الشکل واللون والملمس والتخیل الی اشکال ذات آلیات تصمیمیة فنیة وجمالیة جدیدة. ینتهج البحث المنهج العملی التطبیقی، المعتمد على دراسة النتائج العلمیة الناتجة من الجانب العملی التی ستقوم به الباحثة حیث ستعمل علی تنظیمها و تحلیلها لاستخلاص اشکال فنیة، ثم توظیفها فی تصمیم الإعلان.