بلا شک تاریخ الخزف فى الشرق الأقصى یتحکم فیه - إلى حد بعید- الأحداث فى الصین، والتى قدمت عبر العصور مصدر للدینامیکیة الثقافیة لکل المنطقة. کان من الطبیعى أن یتأثر الخزافیین فى المناطق المجاورة بشکل کبیر بالمعاییر الصینیة المتقدمة فى التصمیم والتقنیة، وأصبح لهذا التداخل تأثیر مثمر نتج عنه ثراء وحیویة للطرز الأصلیة. صناعة الخزف المتقدمة فى الصین لا تنتمى إلى ثقافة ما قبل التاریخ التى تفتقد إلى القیم الجمالیة ولا علاقة لها بالتطور التکنولوجى التالى. والتحسین فى عملیات الإنتاج ووضوح الشکل هى أهم ما میز الطراز الصینى فى الخزف . أنشأ التطور التدریجى فى الإنتاج، الجلیز، مهارات الحریق انتاج دقیق للغایة. وبالتالى حتى وقت أسرة تانج (7-10م) أصبح الخزف ینافس المعادن الثمینة. هذا التطور المتقدم وصل إلى قمة مؤثرة فى الإنتاج التالى من أوانى بورسلان أسرة سانج (10-13م) والتى فى راى کثیر من النقاد لمست قمة الفن. بدأ البورسلان یأخذ مکانه الحدیث بین أشکال الخزف مستبعداً أنواع الخزف الأخرى وذلک لثرائه، والتنوع فى الشکل والتصمیم. أوانى خزف مینج وشینج (14-17م)، (17-20م) اعتمدت أساساُ على الخامات القیاسیة نسبیاً . بنهایة القرن الثامن عشر – أیضاً – أصبحت الصادرات الصینیة من الخزف تصمم وتزخرف تبعاً للإحتیاجات الأوروبیة. موجات متوازیة متکررة من التأثیر جاءت لتترک بصمتها على الخزف الإسلامى فى الشرق الأدنى . والذى یعد (الشرق الأدنى) منافساً للصین فى البراعة الفنیة . کذلک وجدت بعض الآثار والتى تدل على التجارة إلى الیابان، الهند الصینیة، وأرخبیل جنوب شرق آسیا، ثم إلى الغرب إلى الهند وأراضى العرب، حتى إلى الجنوب إلى الساحل الشرقى فى افریقیا .