التحکم فی الشعور الحراری للمسکن المعاصر باستخدام التأثیر الحراری المنبعث من الدرجات اللونیة للبیئات الحراریة المختلفة

نوع المستند : Original Article

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التصمیم الداخلی – کلیة الفنون التطبیقیة – جامعة حلوان

10.12816/0036475

المستخلص

إن التأثیر السیکولوجی للألوان من أهم الدراسات التی إهتم بها العلماء فی التاریخ المعاصر، وقد قاموا بتقسیم الألوان إلى مجموعات لونیة طبقا لهذا التأثیر السیکولوجی الحراری، فأصبحت هناک الألوان الساخنة والألوان الدافئة والألوان الباردة والألوان المعتدلة، وقد إنصب الفکر البحثی دائما فی هذا المجال على أن هذا التأثیر الحراری اللونی تأثیرا سیکولوجیا نفسیا فقط، وأن شعور الإنسان بالحرارة عند تواجده فی فراغ ملون بدرجات اللون الأحمر مثلا إنما هو إحساس وشعور نفسی فقط، ولکننا فی هذا البحث نحاول إثبات أن هذا التأثیر الحراری للون تأثیرا فیسیولوجیا حقیقیا له أدلة وأسانید علمیة، وأسباب فسیولوجیة حقیقیة، وإن هذه الطاقة الحراریة الکامنة فی الألوان یجب علینا الإستفادة منها لتهیئة البیئة الحراریة للمسکن، بأن یکون إختیار المجموعة اللونیة المنتقاه لتکسیة الفراغات الداخلیة للمسکن منتقاه وفق الطاقة الحراریة التی من الممکن الحصول علیها من هذه الألوان، فنوفر کثیرا من الطاقة المهدرة فی إستخدام وسائل التهیئة الحراریة للمسکن، فنحاول فی هذا البحث إثبات أنه من الممکن الحصول على شعورا حراریا حارا أو باردا أو معتدلا داخل المسکن بإستخدام الطاقة الحراریة اللونیة دون الحاجة إلى إستخدام وسائل تدفئة أو تبرید باهظة الثمن، فقط تتغیر دوافع إختیار المجموعة اللونیة المستخدمة فی المسکن من الإخیار وفق الرغبة والأهواء الشخصیة وإنما تکون بهدف تحقیق بیئة حراریة ملائمة بالإضافة إلى إرضاءا الذوق الشخصی والإعتبارات الجمالیة .  
 الحصول على مصادر جدیدة للطاقة یعد الآن هو الشغل الشاغل للعلماء فی جمیع أنحاء العالم من معجزات الله سبحانه وتعالى المتعددة والتی وضعها  فی الألوان أنها من الممکن أن تحقق شعورا بالبرودة أو الحرارة عند رؤیتها بواسطة الإنسان قاطن المکان، وعلینا أن ننتبه إلى أن الدرجات اللونیة مرتبطة إرتباطا وثیقا بدرجات الشعور الحراری، وأننا بإمکاننا بمشیئة الله التحکم فی مؤشر الشعور الحراری فی المسکن بالتحکم بنسب ودرجات المجموعة اللونیة المختارة لحیزات المسکن المختلفة، وبذلک نکون إستطعنا الحصول على مصدر جدید للطاقة مستمر وغیر مکلف .
إن الإرتباط وثیق بین الضوء واللون ( فلولا الضوء ما رأینا اللون وکما أن اللون مکون أساسی من مکونات الضوء )، فالأشعة الضوئیة عبارة عن فوتونات ملونة متحرکة، وهذه الحرکة تکون على هیئة أشعة أو موجات تجتمع فی حزمة تأخذ اللون الأبیض، وهو ما یظهر بالتحلیل المفسر لمکونات الضوء المرئی المحصور بین فوتونات الأشعة البنفسجیة والأشعة الحمراء، أما فوتونات الأشعة فوق البنفسجیة أو تحت الحمراء فإن العین البشریة غیر مجهزة لرؤیتها أو رؤیة ما یحدث فی هاتان المنطقتان ،کما أنه لولا الضوء والفوتونات المتحرکة الموجودة فی الحزم الضوئیة لما إستطعنا رؤیة الذرات الساکنة الملونة المکونة لعناصر الحیاة حولنا .
إن الشعور الحراری الناشئ من العلاقة الوثیقة بین ( فوتونات الضوء وذرات اللون وخلایا الجسم البشری ) أمر فی غایة الأهمیة، وإکتشاف الطاقة الکامنة فی هذه العلاقة النشطة بین الفوتونات الملونة المتحرکة المکونة للضوء والذرات الملونة الساکنة المکونة للجوامد من حولنا وتأثیرها الحراری على العناصر المکونة لخلایا الجسم البشرى، مصدرا هاما من مصادر الإمداد الحراری للإنسان، لما لها من تأثیر سیکولوجی وفیسیولوجی حراری، وهذا التأثیر والشعور الحراری ممکن أن یکون بالزیادة أو النقصان أو الإعتدال فی درجة حرارة الفراغ الداخلی بالمسکن المعاصر وهو ما نحاول إثباته من خلال هذا البحث.

الكلمات الرئيسية