منذ القدم والتساؤلات الفکریة تراود الإنسان عن مختلف الظواهر الکونیة المحیطة به بقصد تحلیلها والاستفادة منها فی دراسة العلوم المختلفة ، فالتغیر أحد تلک الظواهر الطبیعیة التی تخضع لها جمیع شؤون الحیاة ، فکل ما حولنا یتحرک لیتحول من وضع إلى أخر، فنلاحظ تعاقب اللیل والنهار، وتغیر فصول السنة وما یتبعه من تغیر الطقس ، ولا تتوقف حاله التغیر على البعد المادی فقط بل یشمل البعد المعنوی کما نرى فی حرکة الحیاة " ثقافیا واجتماعیا وتاریخیاً ....إلخ " ، وقدیماً قال الفیلسوف الیونانی هیرقلیطس" إن التغیر قانون الوجود، وإن الإستقرار موت وعدم . ویعد علم تصمیم الأزیاء أحد علوم التصمیم التی تهتم بدراسة العدید من الظواهر والاتجاهات والعلوم المختلفة بهدف الاستفادة منها ، ومن هنا بات ضروریا دراسة أسباب تغیر أنماط الموضة باستمرار بل وکیفیة إدراک تغیر هذه الأنماط لدى الأفراد , وتتمثل مشکلة البحث فى التساؤلات الأتیة " هل لثقافة التغیر تأثیر على الإدراک البصرى لنمط الموضة ؟ لماذا تتغیر أنماط الموضة فى مجال الأزیاء ؟ ", ویهدف البحث الى معرفة مدى تأثیر ثقافة التغیر على الإدراک البصرى لأنماط الموضة , ویتبع البحث المنهج الوصفی التحلیلی لاستطلاع مشکلة البحث . فقضیة " التغیر و الثبات " من أهم القضایا التی أثارت جدلاً واسعاً منذ القدم ، فالأمم لا تستطیع تغییر واقعها إلا بعد أن تغیر من ذاتها وتجارى القانون الفطری الإلهی ، ویحدث التغیر نتاجاً للبعد الحرکی والزمانی، فکل ما حولنا یتحرک لیتحول من وضع إلى أخر ، کما أن هناک علاقة وثیقة بین التغییر و الإبداع ، فالإبداع هو" قدرة العقل البشری على تکوین علاقات جدیدة من أجل تغییر الواقع " - فبدون وجود دافع التغییر لما کانت هناک رغبة للإبداع، فلکل مبدع دوافعه التی تحفز لدیه الرغبة فی الإبداع. و یتناول البحث خمسة محاور رئیسیه تکمن هى " ثقافة التغیر فى الموضة , أسباب تغییر أنماط الموضة, أثر التغیر على الإدراک البصری لأنماط الموضة , طاقة المظهر لأنماط الموضة , أنماط الموضة , ومن خلال البحث تم التوصل إلى بعض النتائج تکمن فى " التغییر فی الموضة ضرورة و متطلب حیاتی یهدف إلى الارتقاء وکذلک تؤثر ثقافة التغیر على الإدراک البصرى لأنماط الموضة من خلال دمج عناصر الملابس المرئیة بعلاقة دینامیکیة تؤدى الى تواجد أنماط مختلفة ومتعددة , وهناک العدید من العوامل التى تؤدى إلى تغیر أنماط الموضة بشکل سریع منها العوامل البیئیة والمناخیة والمجتمعیة والإقتصادیة والتجاریة إلخ .و تتغیر الرؤى البصریة لأشکال أنماط الموضة فى مجال الأزیاء نتیجة لتأثیر ثقافة التغیر إلى ثلاث مجموعات تکمن فیما یلى : "المجموعة الأولى تتمیز بالحرکة والنشاط " , " المجموعة الثانیة تتمیز بالأنوثة " , "المجموعة الثالثة تعبر عن الرقى والأناقه" . وتؤکد نتائج البحث ضرورة إحداث التغییر فى تصمیمات الأزیاء و الموضة و ذلک لما له من مردود أیحابى مؤثر أکادیمیا یساهم التغییر فی تحفیز المصممین و المتخصصین إلى إنتاج تصمیمات مبتکرة تتمتع بقدر کبیر من المرونة على مستوى الشکل . و مجتمعیاً یساهم تغییر أنماط الأزیاء فی معالجة العدید من الأمراض النفسیة کالاکتئاب و الملل ، کما یرفع من کفاءة الأداء و الإنتاج و یجعل الإنسان أکثر نشاطاً مما یعود بالنفع على المجتمع ککل .و صناعیاَ یلفت الانتباه لضرورة استحداث خامات جدیدة تساعد المصمم على استحداث تصمیمات مبتکرة من خلالها .
)
View on SCiNiTO