فی عام 1922 وخلال فترة دراسته، زار الفنان الهولندی إیشر Escher قصر الحمراء فی غرناطة بإسبانیا. وتأثر کثیرًا بالزخارف الإسلامیة هناک، وأسَرَته التصامیم البدیعة لزخارف القصر، وسحره ما رأى من إبداع الفنّانین فی شَغل المساحات بزخارف بسیطة زانها دقة التقسیمات وإتقان التکرار. وظهر هذا التأثر بعد ذلک فی تحوّلات إیشر الهندسیة لدراسة الأنماط الإسلامیة التی تتشکّل فیها الأسطح من خلال ما یُعرف بالتجانب، أی تکرار الصورة الصغیرة لتغطیة مناطق أکبر، وذلک فیما یعرف بالتفسیمات المنتظمة للسطح. ومن هنا، تمیز الفنان ایشر بأعماله ذات الأسس الهندسیة والعلاقات البنائیة الواضحة التی تستلزم فهما جیدا لقوانین الریاضیات والقواعد الهندسیة. تستهدف هذه الدراسة استکشاف المبادئ الریاضیة التی تفسر تجمعات ایشر الجمیلة والمعقدة فیما یخص التقسیمات المنتظمة للسطح، والتی یبدو أنها تتحدى الفهم. توضیح کیف یمکن تبسیط بعض الموضوعات المشترکة فی لوحاته، والسماح للمتلقی بتقدیر عمل ایشر من منظور وفهم جدید تمامًا، والوصول إلى الأسس والقواعد البنائیة الهندسیة لبعض أعمال ایشر للاستفادة منها فی الارتقاء بمنهجیة التصمیم.