عقلانية سلوك المتلقى بين حيرة المصلحة والمنفعة (لأخلاقيات الإعلان)

إن التأثيرالهادم للإعلان على المستوى الثقافى والاجتماعى، يتم فيه استثارة المتلقى وتحفيزه لشراء منتجات والضغط عليه أو تبنى أفكار لا يحتاج إليها من خلال الإعلان أو لاتتناسب مع طبيعة الثقافة الخاصة بالمجتمع التى ينتمى إليها أو المعتقدات التى يتبناها، حيث تمثل هذه المتغيرات مزيجاً معقداً فى النواحى (المجتمعية - الدينية -الثقافية -النفسية-الاقتصادية) يصعب الفصل بين عناصره، وعدم تجنب كل ما يتسبب فى الاختلال القيمى أو المعيارى للمستهلك، يضر بالأخلاقيات التى تشير إلى نظم ومناهج القيم والمبادىء والمعايير المحددة اجتماعياً ومهنياً، والتى يمكن من خلالها الحكم على تأثيرها لعقلانية سلوك المتلقى.
فأصبح الإعلان اليوم لا يقتصر على عرض وترويج المنتج فحسب، وإنما يشتمل على ركيزة أقوى فى ترويج الأفكار والخدمات والمعانى اللفظية أو غير اللفظية كالرموز والإيحاءات الغير مباشرة التى تؤثر على دوافع سيكولوجية المتلقى، فيتم بذلك تعميق وترسيخ الثقافة والاتجاهات والقيم السلبية فى المجتمع، كما أن استخدامه للدلالات بشكل مباشر أو غير مباشر فأنها تحدد سلوكيات وأفعال الأفراد وهذا ما يستدعى التساؤل حول أخلاقيات الإعلان، وكيفية التأثير فى الموروث الثقافى بهدف التحديث والتغيير لمواكبة التطور، فهو يقوم بنقل قيم مستحدثة عن طريق إدخال عناصر غريبة ورموز صريحة وأخرى ضمنية إلى النسق الثقافى والمجتمعى، ويكون من شأنها التأثير على المتلقى بطريقة لا شعورية.