المعايير الناجحة لإنشاء ساحات مساجد

تعتبر الساحات جزءًا من هوية المسجد، فهي تعبر عن تاريخ وأصالة المكان وتلبي الحاجة النفسية للإنسان بإتاحة الفرصة للتواصل الاجتماعي فيه، كما تدعم الساحات ممارسة الأنشطة المختلفة فيها ولها دور في الاستدامة، فهي رمز للديناميكية الحضرية. وهناك عدة عناصر تؤثر في تشكيل هوية المكان: التركيب، والملمس، والتراكيب الشكلية والفنية، وتركيبات الألوان، والأرضيات، والإضاءة، وعناصر التأثيث، وبالتناغم مع هذه العناصر تتشكل هوية الساحات.
أهمية البحث: تكمن أهمية الساحات الناجحة في أنها تعتبر مساحة جيدة للتواصل الاجتماعي وممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة، كما أن هذه الساحات مصدر طبيعي مهم لتوفير الهواء النقي ودمج المساحات الخضراء بطريقة مبتكرة تدعم الشعور بالتفاعل بين الطبيعة والمعلم التراثي السياحي، كما أن خلق المساحات الخضراء ولو على بعد أمتار قليلة أمر مهم وهو أحد أدوار الساحات متعددة الوظائف، بالإضافة إلى توفير مساحة لأنشطة متعددة والتواصل من أجل حياة اجتماعية جيدة، لذلك تحتاج إلى معايير معينة لإنشاء ساحة ناجحة تتوافق مع المواصفات حتى تنجح في وظيفتها.
مشكلة بحث:إن التغير والتوسع العمراني سواء الأفقي أو الرأسي يفقد بعض المواقع والمباني في الساحات جمالها ويشوه المظهر البصري العام بسبب عدة عوامل منها وجود المباني الحديثة التي تغير طابع المكان، السلوكيات السلبية لبعض الزائرين، تواجد الأنشطة التجارية غير المناسبة تخلق تدخلات غير مناسبة وتقلل من قيمة ورقي تلك الأماكن، كما أن زيادة عدد السكان وظهور العشوائيات مع عدم وجود حلول بديلة تؤثر بشكل سيء على المشهد العام، والإهمال الحكومي مثل عدم وجود الرقابة الكافية والضرورية لحماية الساحات من الانقراض.
أهداف البحث:وتنقسم أهداف الدراسة إلى الأهداف التالية:  توضيح أهمية الحفاظ على هذه الساحات التاريخية. •  دعم القيمة التاريخية لهذه الأماكن من خلال نقل المعاني الثقافية والحضارية عبر الأجيال. •  حماية هذه المواقع التراثية من عوامل التدهور.  التصميم الوظيفي الذي يهتم بوضع رؤية تصميمية وبرنامج تصميمي يبرز دور هذه الساحات والاستفادة منها: تفعيل دور العناصر الجمالية البصرية لدى المستخدمين الماديين والمرئيين والتي تؤكد على خصائص المكان وتسهل استخدامه. الاهتمام باحتياجات المستخدمين غير المرئية، مثل الاحتياجات النفسية والفسيولوجية والروحية.
فرضية البحث: إن الاهتمام بإنشاء ساحات ذات معايير ناجحة وتطبيقها يساعد على ضمان نجاح وظائفها المختلفة بأداء جيد مع تحقيق الاستدامة.
النتائج: إن تصميم وإدارة الساحات أمر في غاية الأهمية، فمفهوم الإدارة يشمل العديد من العناصر والجوانب المهمة التي من شأنها رفع كفاءة الموقع والحفاظ عليه، مثل تأهيل الموقع سياحياً، وتأهيل العاملين بالموقع، ولابد أن تتكون الإدارة الناجحة من مجموعة من الكوادر ذات الخبرة الخاصة والمهارات المتميزة في مجالات التصميم والتحكم والبحث والتطوير، ولا يمكن إدارة الساحات المستدامة إلا من خلال دمج التخصصات والخبرات المختلفة بأعداد كافية وبمستويات إدارية وفنية مختلفة.