الديكور المسرحي الرمزي في ضوء تقنية الحاسب الألي (الواقع الإفتراضي) كأحد عناصر السينوغرافيا (لتحقيق الدراماتورجيا الفنية)

يخوض البحث الحالي التعرف الي توظيف تقنية الحاسب الآلي في تشكيل ديكور العرض المسرحي الرمزي لتحقيق الدراماتورجيا .للتقنية الرقمية اهمية بالغة في تشكيل العرض المسرحي بوصفها وسيلة حديثة فنية وجمالية وفكرية وتقنية لإيصال الموضوع بشكل متكامل فضلا عن كونها ترتبط أرتباطاً وثيقاً بالرؤية الإخراجية الإبداعية والتصميمية الإبداعية، وتقدم نماذجاً متنوعة ذات دلالات متعددة من حيث إنتقالها ودفعها لعجلة العلاقات المتمثلة بتوضيح أشكال السينوغرافيا والصراع الدرامي وفق الدواقع المتعددة للمخرجين والمصممين . كما يعد إسخدام التقنية الرقمية في المسرح المعاصر نتيجة لما شهده الفن المسرحي من تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا في العقود الأخيرة مما أدي هذا التطور بشكل مباشر إلي خلق أفاقاً جديدة أمام المخرج ولا سيما مصممين السينوغرافيا بإاكتشاف سبل جديدة وأدوات حديثة في تشكيل فضاءات متعددة لامتناهية من الإحتمالات التخيلية في العرض المسرحي عن طريق التقنية الرقمية التي تعطي رؤية فنية وفكرية في تجسيدات وبنانات ضوئية علي الخشبة، وذلك لتغذية الذائقة الجمالية لدي المتلقي، حيث يتغلب عليها عنصر التشويق في خلق بيئة تقترب إلي ذهن المتلقي، ولذلك أصبحت التقنية الرقمية وسائطها في عصرنا الحالي لا تقتصر علي تسليط الضوء في بقعة معينة أو كشف جانب من الخشبة بل أكثر من ذلك عن طريق ربطها بمنظومة الحاسب الآلي. ظهرت الوسائط الجديدة الممارسة الدراماتورجية بشكل كبير في العقود الأخيرة، فالبعد الوسائطي طغا على العديد من العروض بشكل يصعب معه إخضاعها للبناء الد ا رمي التقليدي، فيتم إلغاء النمطية المألوفة كوجود الممثل على خشبة المسرح بقيادة المخرج ووجود جمع من المشاهدين .. وغيرها، فحدث ما يسمى بتفكيك تراتبية الأشكال. والدراماتورجيا البصرية مفهوم قام بإطلاقها رنتزين arntzen في بداية التسعينيات، للإشارة إلى عرض بدون نص، والمبني على سلسلة من الصور المتلاحقة. وقد سجلت بعض عروض المسرح المعاصر تطورا ملحوظا في العقد الأول من الألفية الثالثة بسبب مجموعة من العوامل، أبرزها تفاعلها مع الفنون المجاورة الأخرى مثل فن الأداء، وانفتاحها على الوسائط التكنولوجية، فأبدعت حساسية جديدة أعادت النظر في النص المسرحي وأداء الممثل والسينوغرافيا وأساليب الإخراج والعلاقة مع الجمهور.  هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن المسرح في حاجة إلى تحديث فرجته أكثر من حاجته إلى الحنين للماضي أو الدفاع عن الهوية والموروث الثقافي والاجتماعي والقيمي في وجه زحف الحداثة، أو التأرجح المأساوي بين إنجازات الآخر وإمكانية إثبات الذات .وعليه، فقد طرأت تغييرات على المسرح الغربي واقترحوا تجارب مسرحية قوبلت أحيانا بالتشجيع والحفاوة، وأحيانا أخرى بالرفض والإقصاء، منها: المسرح الوسائطي، المسرح السردي، مسرح المواقع الأثرية مسرح الشارع، المسرح الاستيعادي …وفي مطلع القرن العشرين ظهرت تحولات عديدة في المسرح، تحولات في فرجته وفي ماهيته، بسبب تحولات أخرى على مستوى رؤية العالم، أدت إلى تغير في الممارسة الد را مية،وغيرها من الأنساق العلمية، والتصورات الفلسفية، من الحداثة إلى إعلان ما بعد الحداثة.