الارتقاء بالمدارس الصناعية للنهوض بالحرف اليدوية التقليدية (دراسة حالة:- التعليم الحرفى بفنلندا)

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 مدرس مساعد. بقسم التصميم الداخلي والأثاث - كلية الفنون التطبيقية- جامعة دمنهور- مصر.

2 أستاذ تصميم المنشأت السياحية (متفرغ)- قسم التصميم الداخلي والأثاث - كلية الفنون التطبيقية- جامعة حلوان- مصر.

3 أستاذ التصميم البيئي بقسم التصميم الداخلي والأثاث - كلية الفنون التطبيقية- جامعة حلوان- مصر.

المستخلص

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على التعليم الفني والصناعي وبیان أھداف ھذا النوع من التعليم وذلك من خلال رؤية مصر 2030، حيث تسعي الدولة في ضوء رؤية مصر 2030 للارتقاء بالتعليم الثانوي الفني الصناعي. يُمثل التعليم الثانوي الفني فى مصر أحد الأدوات الرئيسة لتحقيق برامج التنمية المستدامة، حيث يسعى بنوعياته المختلفة إلى إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة بما يتفق مع سياسات الارتقاء بالحرف اليدوية التقليدية. ويهدف البحث إلى التعرف على نظم للتدريب وإعادة تأھیل قوة العمل الصناعیة للارتقاء بالحرف اليدوية التقليدية.
            فقد حددت رؤية مصر 2030 الأهداف الاستراتيجية للتعليم الفني والتدريب، وكذلك أهتمت بتطوير والارتقاء بالحرف والحرفيين في ضوء بعض المبادرات للتدريب على الحرف. وسوف نتعرف على المبادئ والأسس الموجھة لسیاسات التعليم والتدریب الصناعي. والعمل على وضع رؤیة وخطة قومیة للتعلیم الصناعي وللاحتیاجات التدریبیة للحرف اليدوية التقليدية. والتوسع في التعليم المھني داخل المدارس الفنیة لتخریج فئة الحرفى الماھر. ودراسة بعد التجارب العالمية كتجربة فنلندا للارتقاء بالتعليم الثانوى الفني لمواكبة مستجددات سوق العمل، ووضع برامج تنمية مهنية مستدامة. وتشير الدراسة إلى ضرورة بلورة استراتیجیة وخطة عمل محكمة للمدارس الصناعية والتدریب الفني والمھني على الحرف اليدوية التقليدية.
إن تطوير أنواع جديدة من بيئات التعلم والتعليم المشترك هي موضوعات بحثية في تطوير الحرف المتعددة المواد والتصميم والتعليم التكنولوجي غاية في الأهمية. موضوعات بحثية مهمة لتمكين التعليم متعدد المواد في المدارس في المستقبل. يعد ضمان بيئات التعلم والعمل الآمنة والمأمونة أيضًا مجالًا بحثيًا جديدًا ضمن التخصص. غالبًا ما ترتبط الحرف اليدوية بمفاهيم الرفاهية ونوعية الحياة ؛ وبالتالي ، كانت هذه مجالًا رئيسيًا من مجالات الاهتمام في البحث الحرفي. تمت دراسة الرفاهية ، على سبيل المثال ، من وجهات نظر الممارسات الحرفية المستدامة.
أن رؤية مصر 2030 تستهدف أن تكون مصر الجديدة ذات اقتصاد تنافسي ومتوازن ومتنوع يعتمد على الابتكار والمعرفة، قائمة على العدالة والاندماج الاجتماعي والمشاركة ذات نظام أيديولوجي متزن ومتنوع تستثمر عبقرية المكان والإنسان لتحقق التنمية المستدامة وترتقي بجودة حياة المصريين.
اھتمت مصر بتنمیة وتعمیق الصناعات المحلیة على مدى عقود طویلة، واستخدمت العدید من السیاسات الكلیة والقطاعیة لتحقیق ذلك، إلا أن النتائج التي تحققت ما زالت متواضعة بالمقارنة بدول أخرى. ویواجه تعمیق الصناعة في مصر العدید من التحدیات، مثل احترام المنافسة على الأسواق داخلیاً وخارجیاً، وتعاظم دور التكنولوجیا الحدیثة في تنمیة وتعمیق مختلف الصناعات، وزیادة صعوبة الحصول على ھذه التكنولوجیا وارتفاع تكالیفھا، والنقص في الإنتاج المحلي لبعض المستلزمات والمكونات التي تستخدمھا الصناعة، والإفراط في الاعتماد على سلاسل التورید العالمیة للحصول على ھذه المستلزمات. مما أدى إلى اندثار المنتج المحلى ذو الهوية المصرية وأنعكس ذلك على منتجات الحرف اليدوية التراثية فأصبحت جميع المنتجات موجهه للجانب السياحى والقطع التذكارية.
            منذ فجر الحركة الفنية الحديثة في مصر، الذي تفتح مع بدايات القرن العشرين وإنشاء مدرسة الفنون الجميلة وتوالي معارض طلابها وخريجها لعبت المرأة دورًا مهمًا في تلك الحركة، وشكلت رعاية الفنون المجال الأول لنشاط المرأة. فقامت كل من السيدتين "هدى هانم شعراوى" و"أمينة هانم إلهامى" برعاية الصناع الشعبيين وتشجيعهم على بعث الحرف فى مختلف مجالات الفنون التطبيقية.
ومن ثم نتترك إلى مفھوم تعمیق التصنیع (إبراهيم العيسوى، 2021)، الذي یعني عدم الاقتصار على تصنیع منتجات نھائیة أو وسیطة اعتماداً على مكونات مستوردة كلیاً أو جزئیاً، بل السعي إلى تصنیع بعض ھذه المكونات محلیاً؛ وھو ما یؤدي إلى رفع نسبة المكون المحلي في المنتجات النھائیة أو الوسیطة. وقد یؤدى أیضًا إلى زیادة الصادرات من المكونات التي یجرى تصنیعھا محلیاً إذا ما اتخذت السیاسات والإجراءات المناسبة للنفاذ إلى الأسواق الخارجیة. ومن النتائج المھمة لعملیة تعمیق التصنیع زیادة درجة تكامل الھیكل الإنتاجي للاقتصاد الوطني وتقویة التشابكات بین مختلف الصناعات والقطاعات، والتقدم على طریق بناء قاعدة علمیة وتكنولوجیة وطنیة، ومن ثم التحرك نحو التحرر من التبعیة التكنولوجیة والاقتصادیة ( Maha Muhammad Al-Shall,2020).
يُعد التعليم الفني في مصر هو أحد الأدوات الرئيسة لتحقيق برامج التنمية الشاملة، بل إنه يعتر قاطرة التنمية، ودعامة هامة من دعامات منظومة التعليم، حيث يسعى إلى إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة خطط التنمية الاقتصادية، والاجتماعية للدولة حيث يصب مباشرة في سوق العمل وتهدف منظومة التعليم الفني إلى تنمية القدرات الفنية لدى الدارسين في مجالات الصناعة، والزراعة والتجارة، والإدارة والخدمات السياحية متماشيا مع توجه الدولة الذي انعكس في دستور 2014، حيث تنص المادة (20) على " تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفني والتقني والتدريب المهني وتطويره، والتوسع في أنواع التعليم الفني كافة، وفقاً لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل" (دستور جمهورية مصر العربية، 2014).
 
2- مشكلة البحث:-
تتلخص مشكلة البحث في النقاط التالية:-
أ- التعليم الفني بوضعه الحالي لا يؤهل خريجه التأهيل المطلوب لمواكبة احتياجات السوق المحلى والأسواق العالمية.
ب- أنخفاض كفاءة المدارس الصناعية ووجود قصور في صياغة أهدافها.
ت- عدم وجود آلية تجمع بين مدارس التعليم الفني الصناعى ومراكز التدريب الحرفى.
ث- غياب الوعي من قبل المؤسسات الصناعية والمؤسسات التعليمية لتخريج حرفى قادر على تلبية أحتياجات المجتمع المعاصر من منتجات حرفية معاصرة.
3- أهمية البحث:-
ترجع أهمية البحث إلى اهتمام العديد من الحكومات والمنظمات الدولة بالتعليم الفني الصناعى لكونه أداه تسهل الاندماج المهنى وكذلك دراسة أهمية المدارس الصناعية في النهوض بالحرف اليدوية التقليدية وماهى الإيجابيات لهذه العملية مع وضع رؤية للتطوير.وتكمن أهمية البحث
أ- تأصيل الهوية الوطنية المصرية من خلال الدمج بين الحرف اليدوية التقليدية والمدارس الصناعية لتعزيز الصناعات.
ب- تسليط الضوء على أهمية المدارس الصناعية والاستفادة منها في تعزيز الاقتصارد المحلى.
4- هدف البحث:-
أ- يهدف البحث إلى التعرف على الوضع الحالي لمدارس التعليم الفني الصناعى والارتقاء بتلك المدارس وربطها برؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.
ب- دراسة الإيجابيات والسلبيات للتعليم الصناعى ومدى الاستفادة منه للنهوض بالحرف اليدوية التقليدية.
5- فروض البحث:-
            تفترض الباحثة خلق علاقة إيجابية بين المدارس الصناعية وتطوير الحرف اليدوية التقليدية في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة في مصر 2030.
6-حدود البحث:-
         أ‌-         الحدود الموضوعية:- وهي دراسة المدارس الصناعية والتعرف على أهميتها في الاستدامة وتنمية المجتمعات، والربط بينها وبين الحرف اليدوية التقليدية.
       ب‌-       الحدود الزمنية:- بالوقت الراهن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
       ت‌-       الحدود المكانية:- دراسة للمدارس الصناعية، وتحليل تجربة فنلندا للارتقاء بالتعليم الصناعى.
7- أدوات البحث:

الكتب العربية والأجنبية المتخصصة.
الدوريات والتقارير والمجلات العلمية.
البحوث المنشورة والمواقع الإلكترونية.

8- منهجية البحث:-

·       المنهج الوصفي التحليلي من خلال استخلاص العوامل المؤثرة للارتقاء بالدارس الصناعية للنهوض بالحرف اليدوية

9- نتائج البحث:-
الرؤية المقترحة للارتقاء بالمدارس الصناعية لخدمة الحرف اليدوية التراثية:-
1-     تطوير الكوادر التدريسية من خلال أخذ دورات تدريبية والاختلاط بالحرفيين الماهرين لتحسين الخدمة التعليمية الدراسة والتدريب على الحرف بتلك المدارس.
2-     العمل على تحسين العلاقة بين مدارس التعليم الفني الصناعى والحرفيين وظهور شراكات بينهم مما يساعد على نقل بعض الخبرات الحرفية للمعلمين والطلاب. ووضع برامج واستراتيجيات تخدم هذا الهدف.
3-     الترويج الفعال لمدارس التعليم الفني الصناعى  من خلال استخدام أساليب ووسائل متنوعة في الترويج والاتصال بالاجمهور.
4-     تعميم فكرة المدارس الفنية الصناعية الحرفية، وانشاء مدارس فنية تكنولوجية خاصة بالحرف اليدوية التقليدية.

نقاط رئيسية

Paper received May 19, 2023, Accepted July 29, 2023, Published on line September 1, 2023

الكلمات الرئيسية


1-     Ibrahim Al-Toumi, The Role of Vocational Rehabilitation and Training in the Development of Human Skills, the National Symposium on “The Role of Employers’ Organizations in Narrowing the Existing Gap between Training Outputs and Labor Market Needs”, Arab Labor Organization, Cairo 2009, pp. 22-24.
2-     Ibrahim El-Esawy, Conceptual Paper, Series of Papers for the Project to Deepen Local Industrialization in Egypt, National Planning Institute, Issue No. (1), July 2021.
3-     An official report, “Professional Competences and Their Impact on the Quality of Technical Education Curricula in the Arab Republic of Egypt,” Technical Education Sector in the Ministry, 2019, pg. 16.
4-     An official report prepared by Dr. Amr El Demerdash, Technical Education Expert and Director of the Research and Development Unit, Technical Education Sector, Ministry of Education and Technical Education, pp. 13-20.
5-     The Constitution of the Arab Republic of Egypt: Part Two: Basic Constituents of Society, Chapter One: Social Constituents, Article (20), Cairo, 2014, p. 11.
6-     Mahmoud Abdel-Aal, the book “The Inspirational Industrial School is Part of Egypt’s Artistic Educational Heritage”, Ministry of Awqaf and Islamic Affairs, Volume 38, Number 427, 2001, pp. 64-66. http://search.mandumah.com/Record/445735
7-     The State Information Service, your gateway to Egypt, https://sis.gov.eg/Story/144788/ACCSSED 09/07/2023
8-     Ministry of Education: The National Strategic Plan to Reform Pre-University Education in Egypt - Towards a Qualitative Shift in Education 2007/2008-2011/2012, p. 280.
9-     The Ministry of Education: The Strategic Plan for Pre-University Education 2014-2030, Education is the National Project for Egypt, Together We Can Provide Quality Education for Every Child, 2016, pg.
10- Ministry of Education, Strategic Plan for Pre-University Education 2014-2030, Arab Republic of Egypt, 1994, p. 7
11- Ministry of Education, Technical Education and Equipment Sector: Report of the Central Administration for Technical Education (Cairo, 1996), p. 23.
12- Chinyere Shirley and Benjamin Chukwumaijem, The Nigerian local content act and its implactioon technical and vocational education and training (TVET) and the nation’s economy ayonmike, Jun. 2015, p. 44-45.
13- Cooke, E., Jr. (2007) Modern craft and the American experience, American Art, Vol. 21, no. 1, p. 2–9.
14- Finnish National Agency for Education. (2011). Selvitys lukiodiplomien suorittamisesta. [Study on completing high school diplomas]. (Reportit ja selvitykset, 30). Retrieved from http://www.oph.fi/download/138687_Selvitys_lukiodiplomien_suorittamisesta.pdf
15- Finnish National Agency for Education. (2015). Grunderna for gymnasiets laroplan 2015. Retrieved from https://www.oph.fi/download/174853_grunderna_for_gymnasiets_laroplan_2015.pdf
16- Fnbe (2014) Perusopetuksen opetussuunnitelman perusteet [National Core Curriculum for Basic Education], The Finnish National Board of Education (online). Available at: http://www.oph.fi/d ownload/163777_perusopetuksen_opetussuunnitelman_perusteet_2014.pdf
17- Fnbe (2014) Perusopetuksen opetussuunnitelman perusteet [National Core Curriculum for Basic Education], The Finnish National Board of Education (online). Available at: http://www.oph.fi/d ownload/163777_perusopetuksen_opetussuunnitelman_perusteet_2014.pdf
18- https://tawzef.emis.gov.eg/school_fawkeer_nahad4-2023.pdf passed 1/9/2022.
19- Maha Muhammad Al-Shall, Policies and Mechanisms to Deepen the Egyptian Manufacturing Industries in Light of the Fourth Industrial Revolution, 2020, P6.
20- Shiner, L. (2012) “Blurred boundaries?” rethinking the concept of craft and its relation to art and design, Philosophy Compass, Vol. 7, No. 4, p. 230–44