الخصائص الفنية للتصوير السينمائي بتقنية الشاشة المحيطية والإنتاج الافتراضي

يعد استخدام تقنيات فصل المقدمة عن الخلفية جزءاً من التاريخ التقني السينمائي منذ اختراع فن السينما، حيث تعددت أساليب العرض والفصل المستخدمة لتحقق الجانب الفني والإبداعي المطلوب من هذه التقنية، حتى تم استحداث تقنية جديدة مؤخراً وهي الشاشة المحيطية (Volumetric Screen) التي تمكننا من خلال الإنتاج الافتراضي من عرض التصميمات الجرافيكية النهائية أو شبه النهائية على شاشة عريضة خلف الممثلين أُثناء عملية تصوير الفيلم، وتلغي الحاجة إلى معظم عمليات الفصل اللوني وتعديل الخلفية في مراحل ما بعد الإنتاج. تأتي أهمية البحث من ضرورة دراسة خصائص الصورة المنتجة بواسطة تلك التقنيات وتأثيرها على الجانب الفني والإبداعي لمساعدة مدير التصوير في اختيار الأسلوب الأنسب لتحقيق الأغراض الفنية والدرامية، وتتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لدراسة خصائص الصورة المنتجة باستخدام تقنية الشاشة المحيطية، والفوارق بينها وبين التقنيات الأخرى للفصل اللوني، فتتطرق إلى أهم سمات الصورة السينمائية المصورة باستخدام الشاشة المحيطية وكيفية إنتاجها وكيفية دمج الصورة الناتجة عن محركات صناعة الألعاب الجرافيكية والصورة السينمائية المتحركة، والمميزات التي تقدمها هذه التقنية مثل ديناميكية الصورة وتغير زوايا المشهد المعرض بحسب حركة الكاميرا، ودقة الانعكاسات اللونية والضوئية على الأجسام والتحكم الكبير في ظروف التصوير، وأيضاً تتطرق الدراسة إلى العيوب والحدود التي تنتج عن استخدام هذه التقنية مثل الحاجة إلى إنهاء معظم أعمال التصميم الجرافيكية في مرحلة ما قبل الإنتاج، وعيوب تساوي شدة الإضاءة وصعوبة التمثيل اللوني الدقيق في الصورة، كما يحاول البحث إلقاء الضوء على التطورات المستقبلية المحتملة لهذه التقنية وأهميتها وتأثيرها على تطور صناعة السينما، وتهدف هذه الدراسة إلى وضع تلك التقنيات المستحدثة قيد التحليل لمعرفة امكانياتها الإبداعية المتاحة والاتجاهات التي يمكن تطويرها من خلالها.