الأداء الحركي كمثير إبداعي في الإعلان ودوره في تحقيق الإدراك البصري للمتلقي

إن عملية تصميم الإعلان كنشاط إتصالي إنساني معبراً عن الحالة النفسية الداخلية للمتلقي، تمثل نشاطاً إبداعياً يهدف لخدمة الأهداف الإتصالية التي يكون لها دوراً كبيراً في صياغة المفردات والرموز البصرية لتوصيل رسالة محددة للمتلقي، وذلك يتطلب القدرة على التخيل على جميع المستويات أثناء مراحل التصميم في إيجاد العلاقات بين المفردات التصميمية المختلفة في تصميم الفكرة الإعلانية والتي تؤثر بشكل كبير على مدى نجاح وفاعلية الإعلان، وذلك من خلال ابتكار أساليب وتراكيب جديدة غير مألوفة تعتمد على عوامل الإدراك البصري في تحقيق الوظيفة النفعية والجمالية للإعلان بهدف جذب إنتباه المتلقي، ويتمثل ذلك في توظيف أسلوب الأداء الحركي في الإعلان كأحد مصادر الإلهام الإبداعي متمثلاً في الأداء التعبيري الحر للجسد الذي يعد كمثيرات تنمي الإبداع والخيال من خلال صورة بصرية أقرب إلى الدلالة التي يريد المصمم التعبير عنها للآخرين، وذلك عن طريق البعد الرمزي للجسد الذي يمثل التواصل الحركي في التأثيرعاطفياً وبصرياً على المتلقي وتحقيق الرضا الجمالي، فالتواصل في حد ذاته يُحدث تغييراً في الحالة المزاجية للمتلقي، ومنها تتفاعل أنظمة الإدراك البصري والحس والحركة مع العاطفة لدى المتلقي خاصة ان هذا التفاعل يساعد على إدراك المؤثرات التي تنتج من الرسالة الإعلانية بشكل مثيراً للغرابة والإنتباه، والمرتبط بالإدراك الجمالي في الأداء الحركي للجسد من حيث إرتباط الشكل والمضمون الذي يعتمد على مخزون من الخبرات التي يتلقاها المتلقي عن طريق حواسه واستجابته لكل المثيرات التي تتحدد عن طريق الإدراك البصري للمتلقي.