الأنماط القيادية الأسرية وعلاقتها بالاغتراب النفسي لطلبة الجامعة

أدرک الکثيرون ممن يشخصون مشاکل المجتمع أن الانطلاق من تفهم قضايا الأسرة ومعاناتها في هذا العصر أمر لا مفر منه ، وأثبتت الدراسات أن معظم مشکلات الأبناء النفسية تعود إلي الأسرة بالدرجة الأولي، وممارسة الوالدين للأنماط التي تتسم بالعنف والقسوة وممارسة القهر علي الأبناء من شأنها أن تولد سلوکيات غير مرغوبة، مثل مشکلة الاغتراب فالآباء والمربون ينظرون إلي مرحلة الشباب بکل اهتمام والانشغال الذي قد يصل أحياناً إلي حد القلق نظراً لما يواکبها من مشکلات سواء بالنسبة للشباب أنفسهم أو بالنسبة لأسرهم ، وازدادت هذه الظاهرة لدى طلبة الجامعة باعتبارهم يقع على عاتقهم العبء الاکبر في تطور المجتمع في شتى الميادين والمجالات ، ولذا هدف البحث الحالي إلى  دراسة العلاقة  بين الأنماط القيادية الأسرية والاغتراب النفسي لدي عينة من طلاب الجامعة ، وتکونت عينة الدراسة من (220) من طلبة الجامعة ذکوراً وإناثاً ، من الريف والحضر، ومن مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة ، وتکونت أدوات البحث من استمارة البيانات العامة لطلبة الجامعة ، استبيان الأنماط القيادية الأسرية بأبعاده الثلاثة ، واستبيان الاغتراب النفسي بمحاورة الأربعة ، وبعد تجميع هذه البيانات تم تصنيفها وتبويبها واستخدام المعاملات الاحصائية المناسبة ببرنامج  spss وصولاً إلى النتائج ، واتبع البحث المنهج الوصفى التحليلى ، وکان من أهم نتائج البحث وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائياً بين الأنماط القيادية الأسرية بأبعادها الثلاثة والاغتراب النفسي بمحاوره الأربعة لدي طلبة الجامعة مما يعني أنه کلما اتبعت الأسرة أنماط قيادية إيجابية في التعامل مع أبنائها کما قل شعورهم بالاغتراب النفسي ، وجود فروق دالة إحصائياً  بين طلبة الجامعة من الذکور والإناث في إجمالي الأنماط القيادية الأسرية لصالح الإناث ، وجود فروق دالة إحصائياً بين طلبة الجامعة من الذکور والإناث في إجمالي الاغتراب النفسي لصالح الذکور  ، لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين أمهات طلبة الجامعة العاملات وغير العاملات في کل من إجمالي الأنماط القيادية الأسرية  ، إجمالي الاغتراب النفسي . وقد قُدم من خلال الدراسة مجموعة من التوصيات والتى کانت أهمها: ضرورة وجود مرشدين نفسيين لتقديم الإرشادات النفسية للطلبة ومساعدتهم على تخطي المشکلات ، العمل على توعية الآباء بطرق التعامل مع الأبناء وفق المراحل النمائية المختلفة آخذين بعين الاعتبار الفروق الفردية ، العمل على رفع ثقة الطالب بنفسه وبالآخرين من أجل تخفيف الاغتراب وذلک بواسطة وسائل وطرق حديثة وتکون أهدافها ترفيهية وعلمية.