تطبيق سيميوطيقا التوتر على "اثاث الشّارع": مدينة سوسة التّونسيّة مثالا

نوع المستند : Original Article

المؤلف

1 دکتوراه في علوم وتکنولوجيات التصميم المدرسة العليا لعلوم وتکنولوجيات التصميم، جامعة منوبة، تونس.

2 أستاذة بالمعهد العالي للفنون والحرف بالمهدية، جامعة المنستير، تونس

3 تنتمي إلى مخبر الفلاسفة والثقافات التکنولوجية بکلية العلوم الإنسانية والاجتماعيّة بتونس

المستخلص

تشهد المؤسسات الصناعيّة العربيّة المختصّة في صناعة وحدات "أثاث الشّارع" على غرار المقاعد العموميّة تأزّما وانحرفا معرفيّا.  في مرحلة أولى تظهر بوادر هذا التأزّم من خلال المعاينة الميدانيّة للفضاءات الحضريّة العربيّة عموما، والفضاءات التّونسيّة خصوصا، ومن خلال رصد جملة من مظاهرها. في مرحلة لاحقة، وبالرّجوع إلى أصل الإشکاليّة في بؤرتها داخل المؤسّسات الصناعيّة التّونسيّة تلمّسنا وعن کثب دور المصمّم الصّناعي التّونسي وهو دور المهمّش. وليس من المبالغة إذا قلنا أنّ المصمّم ذاته مساهم في تدهور مکانته، ويعود ذلک بالأساس إلى الارتباک المعرفي الذي يعاني منه هذا المصمّم نتيجة الاختلاف الکبير بين المعارف الأکاديميّة التّقليديّة التي کان قد تلقّاها في السابق وبين المعارف المستجدة التي لم يواکبها. وقد انعکس هذا الارتباک سلبا على سير المشروع التّصميمي برمته، حيث تذبذب بين تعقيد العمليّة التّصميميّة وإشکاليّة التّغذية الرّاجعة في الفضاء الحضري المباشر، وبالتّالي يتناول هذا المقال إشکاليّة عدم التّناغم بين الممارسة الواقعيّة التّوصيفيّة وبين هامش التّقدير الرّاجع بالنّظر إلى داخل المؤسسة. لذا توخت الباحثة منهجا إمبريقيا محدّدا ومبتکرا يستمد جوهره من سيميوطيقا التوتّر بهدف توظيفه مؤسّساتيّا، خدمة لمجتمعاتنا وممارساتها الخصوصية.  وترجع أهميّة هذا البحث إلى اکتشاف المسالک العلميّة والمعرفيّة، ورسم حدود التوتّر بين التّفکير والممارسة في مجال تصميم الأثاث في الفضاء العام. من هذه الزّاوية، اقتضى المقال تسليط الضّوء على ثلاثة مسالک معرفيّة (الإدراک، التصميم، السّيميوطيقا)، اعتمدتها الباحثة ککلانيّة متکاملة، وقد وظفتها عن قصد في دراستنا هذه بهدف إعادة تصميم أثاث المدن. وقد ذوّب هذا التّوظيف البون الشّاسع بين الثنائيّات المعروفة بين ماهو نظري وماهو تطبيقي، وبين القيم الذاتيّة والشروط الموضوعيّة، ليؤسس هذا المقال إلى حلّ معادلة التوتّر القائم بين ثنائيّة الذات العارفة وموضوع المعرفة.  وتعتبر هذه الدّراسة الإمبريقيّة الأولى عالميّا التي طبّقت على تصاميم أثاث الشّارع، ولمزيد الدقة في شرح هذا المنهج العلمي الذي وظّفنا من خلاله المبيان التوتّري وووقع الاختيار على مدونة واحدة من مجموع وحدات "أثاث الشّارع" ألا وهي "المقعد العمومي"، وقد وظفنا الخطاطات التوترية لمعالجة إشکاليّات ذات جدوى مع أثاث إحدى المدن العربية، وتحديدا المدينة التّونسيّة سوسة کمثال. ونأمل من خلال ما توصّلنا إليه من نتائج فعالة أن تُعمّق الأبحاث في نفس هذا الحقل السيميوطيقي حتّى تعمّم هذه الممارسة وتُؤصّل في المؤسّسات الصناعيّة العربيّة، وکذا العالميّة.   ومقتضى السّياق أن نعرّج أنّ الباحثة توخّت المنهج الامبريقي، والذي احتاج بدوره إلى تظافر مجموعة من الأدوات کالملاحظة، والاستبيان المبيان التوتري أو الخطاطة التوتّريّة.

الكلمات الرئيسية


  1. أحمد إسماعيل أحمد عوّاد، "رؤية تصميميّة معاصرة للأثاث نحو إحياء طراز الآرنوفو"، مجلّة العمارة والفنون، المجلّد الأوّل، العدد الحادي عشر، 2018م.
  2. إلياس الزيّات،"الانتقائيّة في العمارة والتّصوير والنّحت"، الموسوعة العربيّة، المجلّد الثّالث، العدد الثالث، 2014م.
  3. حاتم رياض حمّود، عماش، أحمد کاظم، "الخطّ العمودي والخطّ الأفقي في اللّسانيّات الغربيّة"، مجلّة جامعة بابل، العراقيّة المجلاّت الأکاديميّة العلميّة، کليّة الدّراسات القرآنيّة، العلوم الانسانيّة، المجلّد الرّابع والعشرون، العدد الثّاني، 2016م.
  4. سماح هدايا، "اللّغة العربيّة الفصيحة واللّهجات المحکيّة"، مجلّة الموقف الأدبي، المجلّد الرّابع والثلاثون، العدد ثلاثمائة وستّ وتسعون،02 جويلية 2014م.[1]

 

  1. کْلاوس هيلْد، (ترجمة إسماعيل المصدّق)، "العالم والأشياء: قراءة لفلسفة مارتن هايديجر"، مجلّة فکر ونقد، المجلّد التّاسع عشر، العدد الأوّل، 1سبتمبر1997م.
  2. کمال بلاطة (ترجمة خالد التّوزاني، شکري العراقي)، "التّفکير البصري والذّاکرة الدلاليّة عند العرب"، مجلّة العلامات، العدد السّابع،7 جوان 1997م. 
  3. هالة السّويدي، "فنّ الزخرفة الإسلامي ...عنوان التناسق والدقّة والجمال"، مجلّة ميم، المجلّد 1، العدد 1، 17 ماي2018م.
  4. ولاء خضير طه، "البنية التصميمية للزخارف النباتيّة في مزار الإمام قاسم"، مجلّة مرکز دراسات الکوفة، 2018م.
  5. يوسف الصدّيق، (ترجمة محمّد آيت لعميم)، "القرآن والإسلام والصّور"، مجلّة فکر ونقد، المجلّد الأوّل، العدد الواحد والخمسون، 2 ديسمبر2007م.
  6. محمد داني، "في ماهية السّيميائيّات والصّورة"، سيمات، المغرب،المجلّد الأوّل، العدد الأوّل، 2013م.
  7. صلاح مهدي، محمّد جعفر الموسري، "الزخرفة النباتيّة"، محاضرة عامّة، (جامعة بابل)، کليّة الفنون الجميلة، قسم التّصميم، 24 مارس 2015م.
  8. عبد اللّطيف الوافي، إشراف عميش علاوة، "السّاحات العامّة في المدينة ما بين التّصميم والإستعمال"، رسالة ماجستير في الهندسة المعماريّة، جامعة محمّد خيضر بسکرة، کليّة العلوم والعلوم الهندسية، الجزائر، 2003م.
  9. أبي الحسن، أحمد بن فارس بن زکريّا، "معجم مقاييس اللّغة"، اتّحاد الکتاب العرب، القاهرة، الطّبعة الأولى، الجزء الأوّل،2002م.أحمد أبو أسعد، "قاموس المصطلحات والتّعابير الشعبيّة"، مکتبــة لبنــان ناشرون، بيروت، الطّبعة الأولى، المجلّد الأوّل، 1987م
  10. أحمد مختار عمر، "معجم اللّغة العربيّة المعاصرة"، عالم الکتب، القاهرة، الطّبعة الأولى، المجلّد الأوّل، 2008م.
  11. ألجيرداس جوليان غريماص، جاک فونتاني (ترجمة سعيد بنکَراد)، "سيميائيّة الأهواء من حالات الأشياء إلى حالات النّفس"، دار الکتاب الجديد المتّحدة، طرابلس، الطّبعة الثّانية، 2010م.
  12. أمبرتو إيکو (ترجمة أحمد الصمعي) ، "السّيمائيات وفلسفة اللّغة"، المنظّمة العربيّة للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2005م.
  13. جميل الحمداوي، "الإتّجاهات السّيميوطيقيّة: التيّارات والمدارس السيميوطيقيّة في الثّقافة الغربيّة"، مکتبة المثقّف العربي، المغرب، الطّبعة الأولى،2015م.
  14. جميل الحمداوي، "لسانيّات النصّ بين النظريّة والتّطبيق"، منشورات مجلّة فکر، الدّار البيضاء، الطّبعة الأولى، 2016م.
  15. جميل الحمداوي، "سيميوطيقا التوتر بين النظريّة والتّطبيق"، دار ألّوکة للنّشر، الرّياض، الطّبعة الأولى،2013م.
  16. جميل الحمداوي، "الجديد في السّيميوطيقا من المربّع المنطقي إلى المبيان التوتّري"، د.ن، الطّبعة الأولى، 2017م.
    1. http://hamdaoui.ma/files/downloads/carrelogique_2.pdf بحث متوفر على الأنترنت06/ 08/ 2019:
  17. راقي نجم الدّين، "مدوّنات في الفنّ والتّصميم"، دار مجدلاوي للنّشر والتّوزيع، عمّان الأردن ، الطّبعة لسّادسة عشر، المجلّد الأوّل، 2016م.
  18. رولان بارت (ترجمة محمّد البکري)، "مباديء في علم الدّلالة"، منشورات عيون المقالات، الدار البيضاء، الطّبعة الأولى،1986م.
  19. سعيد بن کراد، "السّيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها"، دار الحوار للنشر والتّوزيع، سورية اللاّذقية، 2012م.
  20. غروست غدويس، (ترجمة هيلانة، صالح شقير)، "لغة الجسد"، دار علاء الدّين للنّشر، دمشق، الطّبعة الأولى، 2005م.
  21. فرناند دي سوسير، (ترجمة صالح القرمادي وآخرين)،"محاضرات في الألسنيّة العامّة"، الدّار العربيّة للکتابة، طرابلس، 1985م.
  22. فيصل الأحمر، "السّيمائيّات الشعريّة"، جمعيّة الإمتاع والمؤانسة، الجزائر، (د.ط)، 2005م.
  23. محمّد بن مکرم علي، أبو الفضل، جمال الدّين ابن منظور الانصاري الرويفعي الإفريقي، "لسان العرب"، دار الکتب العلميّة، بيروت، الطبعة الأولى، المجلّد الخامس عشر، الجزء العاشر، 2009 م.
  24. هشام النحّاس، "معجم فصّاح العاميّة"، مکتبة لبنان ناشرون، بيروت، الطبعة الأولى، المجلّد الأوّل، 1997م.
  25. هادي نهر، "شرح اللّمحة البدريّة في علم اللّغة العربيّة لابن هشام الانصاري المصري"، دار البازوري العلميّة للنشر، عمّان، الطّبعة الثّانية، الجزء الثّاني، 2009م.
  26. أشرف الصبّاغ، "الإنتقائيّة"، معرفة. بحث متوفر على الأنترنت 7جويلية 2019م:
  27. https://www.marefa.org/
  28. ريم بن رجب، "التّرجمة بالدّارجة التّونسيّة أيّ دوافع وإشکاليّات لهذه الموجة الجديدة؟"،نواة بالعربيّة. بحث متوفر على الأنترنت02 / 07/ 2018م:
  29. https://nawaat.org/portail/2018/07/12/
  30. طارق فتحي، "علم السّيميا: شارل ساندر، شارل موريس، جوليا کريستيفا وجاک لاکان"، منتديات الباحث. بحث متوفر على الانترنت 19/ 12/ 2019م:
  31. https://alba7th.yoo7.com/t762-topic
  32. Louis Hébert, « Le Schéma tensif : synthése et propositions », Arts et avatars de la conversation, revue Tangence, numéro 79, Automne 2005.
    1. Michel Jolé, « Quand la ville nous invite à s’asseoir : Le banc public Parisien et la tentation de repose », les annales de la recherche urbaine, numéro 94, 2003.
    2. Jérôme Guiborgé, «Sémiotique, communication, design et esthésie», (11th European academy of design conference), Paris, France, 22-24 April 2015.
    3. Deni Michela, « les objets factitifs, les objets au quotidien », (coll. nouveaux actes sémiotiques), France, Université de limoges, Faculté des lettres et Sciences Humaines, 26 février 2016.
    4. Marie-Hélène Bénetière, « Jean Charles Adolphe et le rayonnement des parcs publics de l’école française du XIXe siècle », colloque. (Bi-centenaire de la naissance de Jean- Charles-Adolphe Alphand, école du Breuil), Auditorium du petit palais, Paris, 22 mars 2017.
    5. Agnèse levitte, Regard sur le design urbain : Intrigues de piétons ordinaires, Edition du Félin, 1ère édition, Paris- France, 2013.
    6. Anne Beyeart Geslin, Sémiotique du Design, Presses Universitaires de France, 1ère édition, Paris, 2012.
    7. Compagnies des lampes, Mazda Guide : La maitrise de la lumière, Société Anonyme, Paris1980/ 1981.
    8. Eric Landowski, Essai de socio-sémiotique II, Présences de l’autre, Puf, Paris, 1997.
    9. Hachette, Dictionnaire HACHETTE encyclopédique, Hachette livre, Paris, 2002.
    10. Jacque Fontanille, Pratiques sémiotiques, PUF, Paris, 2008.
    11. Jacque Fontanille, Caude Zilbrberg, Tension et signification, Mardaga, Liège, Belgique, 1998.
    12. Jacques,Fontanille, Sémiotique du visible : des mondes de lumières, Presses Universitaires de France, 1ère édition, Paris, 1995,.
    13. Joseph Courtès, Analyse sémiotique du discours, Hachette, Paris, 1991.
    14. LAROUSSE, Le petit Larousse grand format, Paris 2004.
    15. Michael Banxandall, Formes de l’intention, sur l’explication historique des tableaux, trad, franç Jacqueline Chambon, 1991.
    16. Patrice De Moncan, Le Paris d’Haussmann, Editions du Mécène, 1ère édition, Paris- France, 2002.
    17. Pierre Pelligrino, le sens de l’espace : l’époque et le lieu, Anthropos, Paris, 2010. 
    18. Stéphane Viale, Court traité du design, Quadrige, France- Paris, 2010.
    19. Vilém Flusser, Petite philosophie de design, Belval, Circé