الأنظمة الإبداعية الدالة على الاستدامة من الطبيعة وتأثيرها على البنية الفراغية للعمارة

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 أستاذ بقسم التصميم الداخلي والأثاث کلية الفنون التطبيقية-جامعة حلوان

2 أستاذ مساعد بقسم التصميم الداخلي والأثاث کلية الفنون التطبيقية-جامعة حلوان

3 معيدة بقسم التصميم الداخلي والأثاث، المعهد العالي للفنون التطبيقية-التجمع الخامس

المستخلص

تزخر الطبيعة بمظاهر الإبهار والعظمة والشموخ في جبالها ووديانها وصحاريها وتلالها وکهوفها، وإذا تأملنا الطبيعة بکائناتها ، نجد أنها تنقل إلى المتلقي تعبيرا کله موائمة بين کل ما هو مخلوق والبيئة التي يعيش فيها أو بين شکله والوظيفة التي خلق من أجلها فليس هناک إعجاز في الموائمة أعظم من رؤية الأسماک في الماء ، منها ما هو في ضخامة الحوت أوفي ضالة الديدان الرفيعة فوق سطح بحيرة راکدة . وکذلک الطائر في الطبيعة والذي يتوائم مع الطيران بأجنحته المکسوة بالريش الخفيف الذي يساعده على الطيران و مع ما يأکله بشکل وطول منقاره. والحيوان المفترس أيضا يتوائم مع الغابة التي يعيش فيها بقوة فکيه وعضلاته وسرعته في الانقضاض على فريسته، کل ذلک يلهمنا نحن کمصممين بإبداع فکر جديد مستدام في العمارة والتصميم الداخلي، وتکمن مشکلة البحث في أن کثير من التصميمات الداخلية للعمارة والمستلهمة من الطبيعة تعتمد على الشکل والتکوين الطبيعي الخارجي والقليل منها يبحث في الأنظمة الإبداعية المستدامة بطبيعتها والکامنة في الکون من وظائف ومبادئ وقيم شکلية وضمنية توحد العمارة وتصميمها الداخلي في بنية إبداعية تمنحها خاصية الاستمرارية، لذا يهدف البحث إلى البحث في الأنظمة الإبداعية الدالة على الاستدامة من قوانين تشکيلية وموضوعية وعلاقات ميتافيزيقية لتکون مصدر من مصادر الإستلهام للوصول إلى طرائق وأساليب وحلول الإبداع المستدام في البنية الفراغية للعمارة، وکذلک إلقاء الضوء على أهمية ربط فکر الاستلهام بعلوم الکون والطبيعة للوصول إلى التأثير الشکلي والضمني المستدام على البنية الفراغية للعمارة، وتکمن أهمية البحث في يتطرق البحث لمفهوم الأنظمة الإبداعية الدالة على الاستدامة کمفهوم جديد لم يسبق التطرق له في البحوث والدراسات السابقة و البحث في المکونات والأنظمة الإبداعية الظاهرة والمختفية إلى طرائق الإبداع في البنية الفراغية للعمارة کآلية لوضع حلول تصميمية مستدامة متکاملة تخاطب العقل والعين والوجدان، ويفترض البحث أن الأنظمة الإبداعية الدالة على الاستدامة من الطبيعة مفهوم في الإبداع يساهم في إبتکار وطرح حلول جديدة في التصميم الداخلي يجعل منه بنية فراغية لعمارة محکمة التشکيل ينتج عنها استمرارية وتجدد وبقاء کحالة إبداعية أصيلة شکلاً وموضوعاً ، وأن الإستدامة أساسها المنهج المستخلص من الأنظمة الدالة على مبادئ الاستمرارية في الحياة النابعة أساساً من ديناميکية مکونها وکينونتها الطبيعية، ويعرض البحث مجموعة من المفاهيم الهامة التي توضح بشکل مبسط محتويات البحث ثم تناولنا فکر الإستلهام من الطبيعة والإنتقال إلى بعض الأنظمة الدالة على الإبداع في الطبيعة وتوضيح کيفية الإستلهام منها وتوضيح نماذج تطبيقية على العمارة والتصميم الداخلي على کل نموذج تم عرضه، وقد أسفرت النتائج أن بنية الکائنات في الطبيعة هي نظام دال على الإستدامة يفضي إلى بنية فراغية بناءا على هذا التشکيل النظامي الإبداعي الموجود في مکونات الطبيعة،ومفهوم الطبيعة لم يعد يعني تلک المظاهر والعلاقات الخارجية للأشکال فقط وإنما يعني أنظمة محددة وصفها الله سبحانه وتعالى لهذا الکون ، وأن الأمر لا يتعلق بکون تصميماتنا مستوحاة من الطبيعة وإنما بالأحرى بکونها تُحسن التکيُف و التواؤم مع الحياة على کوکب الأرض على المدى الطويل، ويوصي البحث أنه لابد من تبني المؤسسات التعليمية التعمق في الدراسة التحليلية لمبادئ التکوين في الطبيعة من حيث خصائصها والاليات والأنظمة التي تنتهجها في البقاء والتکيف مع ظروف البيئة التي تعيش فيها کذلک لابد من تبني الهيئات المشرفة على التصميم فکر الإستلهام من مبادئ التکوين في الطبيعة في العمارة والتصميم الداخلي لأنه يقودنا إلى الحفاظ على البيئة والتکيف معها حيث يساعد على إستغلال الطاقات المتجددة في الطبيعة ويحافظ على الکثير من الطاقات المهدرة. 

الكلمات الرئيسية