أثر التحول الفکری فی تصمیم الأثاث عبر الحرکة الحداثیة علی التصمیم المعاصر

     نشأت الأفکار الحداثیة فى المجتمعات الغربیة بعد الحرب العالمیة الأولى بأهداف تنمویة، وواجهت مشکلة الضرورة الملحة التى تقتضى سرعة إصلاح الدمار الذى خلفه الحرب؛ و قد نجحت تلک الأفکار إلى حد کبیر فى معالجة هذه المشکلة؛ وتکمن أهمیة اتجاهات الحرکة الحدیثة فیما أجرته من تغییرات على الوسط الإبداعى، وخلق مناخ تصمیمى حدیث تقوم أسسه الاستلهامیة على التجرید ومراعاة التکنولوجیا الحدیثة.
     وتعتبر الحرکة الحداثیة من أهم الاتجاهات التصمیمیة التی ظهرت خلال القرن العشرین؛ ومازالت أعمالها التطبیقیة لها تأثیرا وقبولاعالمیا وهنا تکمن أهمیة البحث؛و تعد المشکلة البحثیة الرئیسیةهی افتقاد الرؤیة المنطقیة فی تحلیل قیمة الحرکة الحداثیة و أثرها علی الاتجاهات التصمیمیة التالیة لهاو التی أصبحت معاصرة فی عصرنا الحالی؛ویهدف البحث إلیتأکید قیمة الحرکة الحداثیة؛ و إحیاء مبدأ التواصل الفکری بین الاتجاهات التصمیمیة العالمیة فی مجال تصمیم الأثاث.
 
*و من أهم نتائج البحث :-
أولا:- غیرت حرکة الحداثة و نظریاتها الفکر التصمیمى نحو معالجة المشاکل الإنسانیة بمنهج علمی و وظیفی ؛ یخضع لمعاییر تقیمیة تسعی لتحقیق التوازن بین البعد النفعی و الجمالی ؛ ونتج عن ذلک حدوث تواصل فکری عالمی بین اتجاهات التصمیم المعاصرة و التالیة للحرکة الحداثیة؛ و یؤکد ذلک أعمال مصممی الحرکة و من أهمهم مارسل برویر"Marcel Breuer"  و میس فان درووه  (Mies Van Der Rohe) و لوکوربوزییه "Le Corbusier.
 ثانیا :- أصبح الاتجاه التجریدى والبساطة المفرطة التى حققتها الحرکة الحدیثة قابلة لإضافة قیم تشکیلیة جدیدة ؛وتأتی جمیع الاتجاهات التصمیمیة التى تلت فترة الحداثة لتضیف على المتغیرات الفکریة التى أثارتها تلک الفترة؛ ولا تنافیها تماماً مهما کانت ناقدة لها ؛و یظهر ذلک فیما تناوله البحث من أعمال بعض المصممیمن المعاصرین.
   ویمکن أن نستخلص أثر التحول الفکری فی تصمیم الأثاث عبر الحرکة الحداثیة علی التصمیم المعاصر فی اتجاهین رئیسسین أولهما: ارساء مبدأ معالجة المشاکل الإنسانیة بمنهج علمی ووظیفی؛ یخضع لمعاییر تقیمیة؛ و ثانیهما: تهیئة مناخ إبداعی ذو رؤیة تشکیلیة مجردة تقبل الإضافة و التطویر الوظیفی و الجمالی.