إننا نعیش الأن فى عصر أشتد فیه زحف وسائل الإعلام الحدیثة والتکنولوجیا المتطورة من أقمار صناعیة وقنوات فضائیة وشبکة المعلومات والتى تعمل جمیعها على إذابة الذاتیة الثقافیة وإزالة الموروثات الشعبیة لتحل محلها القیم الثقافیة الغربیة وأنماط السلوک الواردة التى لیس لها اى علاقة بحضارتنا وأصالتنا ومع وقوع المجتمع العربى فى أسر التیارات والمذاهب الفکریة الأجنبیة الوافدة التى سیطرت على العقول دهرا طویلا وطمست هویتنا وغیبت الإبداع الناتج من أنفسنا وثقافتنا الى عملیات من النقل والمحاکاة لا تتفق مع طبیعتنا وشخصیتنا العربیة , مما یتطلب التأکید على التراث الشعبى المصرى وإحیاؤه ومن هنا ترى الباحثة ضرورة إحیاء التراث النوبى من خلال تصمیمات مستوحاة معاصرة . ویعد التراث النوبى واحده من أهم مصادر الإبداع التصمیمی و الفنی و یمثل التراث الشعبی النوبی أحد أهم الموروثات الشعبیة التی تؤکد هویتنا المصریة،والنوبة یقع نصفها فی جمهوریة مصر العربیة ، و النصف الأخر فی جمهوریة السودان ، و یمثل هذا التراث قیمه هامة و مؤثرة فی تراثنا القومی إذ أنه یتمیز بالبساطة و الفطریة و الاعتماد على البیئة المحیطة به ، و یعد الحفاظ على هذا الموروث الشعبی و إعادة صیاغته بصورة تتواکب مع الواقع المعاصر هو خیر وسیله لتأکید خصوصیتنا الثقافیة و العربیة. وتتمثل إشکالیة هذا البحث فی فقدان الفکر التصمیمی للتراث النوبی فی تصمیم الأزیاء المصریة وطغیان وسیطرة ثقافة عصر الألة والتیارات والمذاهب الفکریة الأجنبیة الوافدة وتحطیمها للروح الإبداعیة النابعة من الثقافة الشعبیة وکذلک إبتعاد المصمم المعاصر عن تناول خصائص وسمات التراث الشعبى النوبى فى أعمالة واللجوء الى مذاهب فنیة حدیثة . یهدف هذا البحث إلى إستنباط أهم الملامح التی میزت الفکر التصمیمی للتراث النوبی وکذلک الى إبتکار مجموعة من التصمیمات المصریة المعاصرة " collection " مستوحاه من التراث النوبى لصیف 2017 . اتخذت الدراسة المنهج الوصفی التحلیلی کوسیلة بحثیه من خلال محورین رئیسیین – " المحور الأول " یتناول لمحة موجزة عن مفهوم التراث والنوبة وموقعها وإستنباط أهم سمات الفکر التصمیمی التی تمیز بها التراث الشعبی النوبی من سمات "وظیفیة و شکلیة وثقافیة و بیئیة " کذلک تم تناول المنظومة الرمزیة للتراث النوبى والألوان الممیزة للتراث النوبى ،" المحور الثانی " یتضمن دراسة تحلیله لأهم مفردات الزى النوبى وابتکار تصمیمات مستوحاه من التراث النوبی طبقا لإتجاهات الموضة لصیف 2017 . وقد تمت الإستفادة من التراث الشعبى النوبى فى إعداد مجموعة من التصمیمات ذو الطابع المصرى ومتلائمة مع الإتجاهات العالمیة المعاصرة والحدیثة وتعکس ان التراث النوبی یتمیز بالعدید من السمات " الوظیفیة و الشکلیة و الثقافیة و البیئیة " التی اکتسبته تمیزه و أصالته وأن تحقیق سمات الفکر التصمیمى " الوظیفى والشکلى والثقافى والبیئى " فى تصمیمات الأزیاء المصریة والمعاصرة طبقا لإتجاهات الموضة لصیف 2017 وهو یمثل میزة تنافسیة لصناعة الموضة المصریة عن الدول الأخرى الأجنبیة والمصریة .
)
View on SCiNiTO