عندما بدأ قرن أستخدام العقل تم أدراک أن العقل المبدع هو العقل الذی یستخدم کل أجزائه، مما أدى إلى ظهور توجه إلى تکوین وعی بأن الإمکانات البشریة الإبداعیة أعظم مما کنا نعتقد فی السابق. فعندما نستخدم مهارات أحد نصفی المخ الکرویین فسیکون مقدار الأبداع لا یذکر بالمقارنة بما سنصل إلیه عند أستخدام کلا النصفیین الکرویین فالإمکانات الإبداعیة تکون غیر محدودة. ومن هنا قام العالم " تونی بوزان " بوضع ما یعرف بالخریطة الذهنیة وهى وسیلة تعبیریة عن الأفکار والمخططات بدلا من الاقتصار على الکلمات فقط حیث تستخدم الفروع والصور والألون فی التعبیر عن الفکرة. وتعتمد علىالذاکرة البصریةفی رسم توضیحی سهل المراجعة والتذکر بقواعد وتعلیمات میسرة. وهذه الطریقة هی الطریقة الفعلیة التی یستخدمها العقل البشری فی التفکیر.
ولما کانت الاسالیب المتبعة فی تدریس مادة التصمیم والأدوات التی یستخدمها ذهن الطالب عادة عند تسجیل الملاحظات سواء کلمات أو قوائم أو خطوط أو ترتیب أو تسلسل تعمل على تحفیز المهارات الذهنیة للنصف الأیسر من المخ، اما مهارات النصف الآخر من المخ فلا یتم استخدامها مما یهدر جزء کبیر من طاقاته الذهنیة التی یمکن استغلالها فی ابتکار أفکار تصمیمیة معاصرة وتتمیزة بالأصالة. فقد رؤى إمکانیة أستخدام الخرائط الذهنیة فی تدریس مادة التصمیم عامة ومادة تصمیم أقمشة المفروشات خاصة، کما ترى أهمیة تعلیم طریقة رسم الخریطة الذهنیة للطلاب لأستخدامها فی وضع الأفکار التصمیمیة حیث تساعد الطالب على تنظیم أفکاره والمعطیات الفنیة الموجودة بین یدیه ومن ثم یسهل علیه مرحلة تخیل الشکل النهائی المفترض أن تکون علیه الفکرة التصمیمیة. وتقوم مشکلة الدراسة على أن الأسالیب التقلیدیة فی تدریس مادة التصمیم قد لا تتلاءم مع جمیع الطلاب، فهناک مجموعة لا تستطیع أن تترجم ما بین أیدیهم من عناصر تشکیلیة وخطط لونیة وأسالیب تقنیة إلى أفکار تصمیمیة مقبولة، فیلجأ کثیر منهم إلى التقلید وهو ما یمنع ظهور أی فکر إبداعی أو عمل فنی ممیز. وهنا تنشأ أهمیة الدراسة فی السعى لأستخدام أسلوب جدید فی التفکیر القائم على استخدام الأشکال فقط بدون استخدام الکلمات مما یجعل الذهن یقوم بعمل روابط ذهنیة وحلقات وصل تؤدی لإطلاق العنان للفکر الإبتکاری لدى الطالب. واستهدفت الدراسة الأستفادة من رسم الخرائط الذهنیة فی تدریس مادة التصمیم، بتدریب الطلاب على کیفیة ابتکار أفکار تصمیمیة تصلح للتوظیف کأقمشة مفروشات مطبوعة باستخدام اسلوب رسم الخرائط الذهنیة. وتوصلت الدراسةالى ان أستخدام الخریطة الذهنیة فی شرح تصمیم أقمشة المفروشات (تأثیث وستائر) سهل على الطالبات فهم المعلومة ورفع من سرعة وکفاءة استیعاب الفکرة . کما اثبتت ان أستخدام الطالبات للخرائط الذهنیة فی وضع الفکرة التصمیمیة قد ساهم على تفریغ کل الأفکار والمعلومات فی ورقة واحدة (الخریطة) مما ساعد بشکل کبیر على ترتیب المعطیات الفنیة وتنظیمها للوصول إلى فکرة تصمیمیة جیدة ومبتکرة، وهو ما ظهر جلیا بالنسب المئویة بعد تفریغ آراء المحکمین المشارکین فی تقییم الأفکار التصمیمیة من خلال استمارات استطلاع الرأی .