تطبیق مفهوم الاستدامة أمر لا مفر منه لتلبیة احتیاجات الحاضر مع الحفاظ على حق الأجیال القادمة فى مصادر الطاقة والمواد الطبیعیة لقد کان أکبر التحدیات التی تواجهها العمارة المعاصرة استیعاب متطلبات التنمیة المستدامة والحفاظ على البیئة المحلیة . أن مفهوم الاستدامة لایعتبر مصطلحاً جدیداً أو مبتکراً بل هو مفهوم جسدته العمارة التراثیة فی مختلف أرجاء العالم منذ القدم عبر التوافق العفوی التجریبی المترابط مع البیئة والاستغلال الکفء لمصادر البیئة الطبیعیة، ویعتبر المسکن فی العمارة الإسلامیة مثالأً جیداً على التصمیم المستدام بدایة من التخطیط المتضام للموقع وتوفیر المساحات الخضراء خارج وداخل المبنى والاستفادة من البناء جزئیاً تحت الأرض وترطیب الهواء من خلال الأداء الحراری الأمثل فی الفناء الداخلی. ولما کان الاتجاه فی العمارة المستدامة لاستخدام المواد الطبیعیة عمل على توجیه المعماریین لاستخدام الخزف حیث الطبیعة العضویة للخامة، التی لاینجم عن استخدامها أی ضرر أوتلوث للبیئة، فقد شهدت السنوات الأخیرة اتجاها قویا لاستخدام عناصر معماریة بخامة الخزف والتی أصبحت ذات أهمیة واسعة فی العمارة باستخدام القطع الموحدة المترابطة أو إنشاء عناصر معماریة جدیدة لتلبیة متطلبات تصمیمیة حیث الطبیعة العضویة للخامة، التی تحقق مبادئ الاستدامة، ومن هنا قامت هذه الدراسة على تقدیم تصمیمات لوحدات خزفیة معماریة مستوحاة من عناصر فی العمارة الإسلامیة تحقق الإستدامة بهدف تطویر ومزج هذه المبادئ مع التقنیات الحدیثة واستخدامها فی عمارتنا المعاصرة ومساکننا فی الوقت الحاضر والمستقبل لمواجهة تحدیات العمارة المعاصرة لاستیعاب متطلبات التنمیة المستدامة والحفاظ على البیئة المحلیة والمؤثرات البیئیة.