کرسى العرش للملک توت عنخ امون کمنظومة بیئیة مصریة

المؤلف

استاذ مساعد بقسم التصمیم الداخلى والاثاث – جامعة حلوان – کلیة الفنون التطبیقیة – مصر

المستخلص

ارتبط المصرى القدیم منذ القدم بالبیئة من حوله ممثلة فى النیل والارض والسماء وما فیها من شمس وقمر ونجوم ، فالشمس تشرق وتغرب والقمر یتغیر حجمه عبر مراحل الاختفاء والنمو والاکتمال کما ان منسوب النیل یتغیر على مدار العام من خلال  الفیضان الذى یاتى بانتظام ، فإستمراریة هذه الصورة اعطت المصرى القدیم  الاحساس والشعور بوحدة الکون المتغیر .فالمفهوم الکونى عند المصرى القدیم یتمثل فى بعدین مستقیمین ومتقاطعین، البعد الاول یمتد فى صورة خط مع تدفق النیل من مجراه فى الجنوب الى الشمال متقاطعا مع البعد الثانى الممتد عبر السماء مع رحلة الشمس الیومیة من الشرق الى الغرب ،ولذلک ظل المصمم المصرى مراقبا البیئة من حوله والتى جعلته اثیر فکرة الاستمرار والتجدد ، وظل طوال الوقت متمسکا بالتعبیر عما یتصوره عبر الشکل الحامل للحقیقة الخالدة (التجدد والاستمرار)،وکانت ارض مصر بالنسبه له هى منبع تلک الحقیقة فهى الباقیة ابد الدهر کما انها الکون کله ولذلک جاءت کل منتجاته تعبیرا عن تلک الحقیقة ، فجاء المعبد تعبیرا عن قصة الخلق على ارض مصر بل هو ارض مصر،فماذا عن الاثاث؟وبخاصة الاثاث فى صورته المکتملة الناضجة ممثلا فى  کرسى العرش للملک توت عنخ امون،  وقد سعى البحث الى محاولة الاجابة على الاسئلة الاتیة - هل الاثاث ممثلا فى کرسى العرش للملک توت عنخ امون انعکاسا لحقیقة التجدد والاستمرار؟  وهل یعد کرسى العرش للملک توت عنخ امون تعبیرا عن ارض مصر  ویحمل سمات منظومة بیئیة مصریة متکاملة ؟ وأخیرا هل من خلال المنظومة البیئیة یمکن الوصول الى محددات یتم الاستعانه بها عند تصمیم الاثاث فتمنحه  الثراء والتواصل الحضارى ؟
وقد توصلت الدراسة الى أن کرسی العرش للملک توت عنخ آمون یعتبر انعکاسا مباشراً للبیئة المحیطة من خلال الفکر المصری فبعض قطع الأثاث تشتمل على خامات من البیئة الطبیعیة وبعضها یشتمل على البیئة العضویة والبعض الآخر یشتمل على بعض الخامات   المصنعة  أما کرسی العرش للملک توت عنخ آمون فیجمع کل البیئات الطبیعیة والعضویة والمُشیدة ،فیعتبر انعکاساً   مباشراً ومتکاملاً لأرض مصر أو هو مرآة لأرض مصر ویبدو ذلک فی المساقط الخمسة للکرسی . لقد  تعدى الکرسی کونه انعکاسا لا رض مصر أو هو أرض مصر بل حوى فی مساقطه الخمسة رموزاً للحمایة من الأعداء    فیما یُعرف بالأقواس التسعة وأیضا للحمایة من قوى الشر الخفیة بصفة عامة، کما حوى رموز تعبر عن وحدة  ارض مصر.

الكلمات الرئيسية